الخميس، 6 يناير 2011

القالب بالمقلوب

تتغير ثقافة الناس بتغير عوامل كثيرة، منها التاريخ والجغرافية والإقتصاد والعلم وغيرها من العوامل التى من شأنها أن تخلق إختلافاً بين البشر وثقافاتهم. فهناك من الناس من يتعاطف مع موقف وآخرون يتشددون ضد نفس الموقف، وآخرون يتجاهلون الموقف برمته، إذن هذا التباين طبيعى ويحدث فى كل دول العالم، ولكن غير الطبيعى والمرفوض أن ألا يتقبل أحد ثقافة غيره أو جاره أو زميله، لأن ذلك إن دل على شئ إنما يدل على التعصب والعناد وللأسف الجهل بأبسط قواعد الحياة؛ ألا وهى حق الجميع فى الفكر الحر والإعتقاد فيما يريد.
لا نستطيع توجيه هذا الكلام لإرهابيين أو متطرفين لأن لا قيمة له معهم لأن لهم عقول وقعت فريسة لظلام الجهل والفقر، ولكن يمكن توجيهه لكل من يعتقد فى نفسه العقلانية والإتزان وكل من هو مسئول عن وزارة أو مدينة أو بلد، بل لكل من هو مسئول عن أسرة أو حتى نفسه! فأولئك هم الجناة الحقيقيون، أولئك هم من زرعوا الفتنة بين المسلم والمسيحى، السنى والشيعى، الغنى والفقير، الذكى والغبى!! نعم .. أولئك هم الجناة الحقيقيون .. نحن حكاماً ومحكومين، أباء وأمهات، جميعاً مسئولون، جميعاَ مذنبون، بكل كلمة تحمل تعصب، وكل تصرف يعنى رفض لآخر، فكل ما نفعل ينعكس علينا وعلى أبناءنا وعلى زملاءنا، وكل ما نفعل يرد إلينا بشكل أو بآخر، فلنحاكم أنفسنا فى مشاعرنا قبل أن نحاكم تصرفاتنا، فإن صلحت مشاعرنا  صلحت أعمالنا، وإن عرفنا محل الداء داخلنا عرفنا مخرج النجاة.
فلنعلم أننا نضع أنفسنا فى قالب غير القالب .. وغيرنا فى قالب غير القالب، والواقع أننا لو أردنا نبش العيوب .. لوجد كل منا أنه يرى القالب بالمقلوب!!

هناك تعليق واحد: